مهرجان القهوة في إسطنبول..أصالة في المذاق وتطوّر في تقنيات التحضير، حيث شاركت في المهرجان 150 شركة تركية وعربية وعالمية قدّمت ألذّ نكهات القهوة مجّاناً لعشّاقها، على مدى أربعة أيامٍ متتالية، شهدت مدينة إسطنبول حدثاً بنكهةٍ لا يختلف اثنان على حبّها والتغنّي بها.. مهرجان القهوة، فطوال الفترة ما بين السابع والعاشر من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، غرقت حديقة كوتشوك تشيفتليك شكمجي في منطقة كاباتاش بروائح القهوة الطازجة، في جو آسر من البهجة والسرور.
مهرجان القهوة في إسطنبول..أصالة في المذاق وتطوّر في تقنيات التحضير
كيف لا.. والقهوة كانت حاضرةً في كلّ زاوية لتعدّل مزاج محبّيها برائحتها قبل مذاقها؟
شكّلت الأيام الأربعة ما يشبه حفلاً ممتدّاً، كانت القهوة سيّدته الأولى بامتياز، في جنبات الحديقة الجميلة، تمكّن عشّاق القهوة من لقاء صانعيها، وتذوّق أطيب النكهات مجاناً على اختلافها وتنوّعها بين منتجٍ وآخر.
البعض التزم بجمالية الضيافة التركية للقهوة، التي لا بدّ أن تتلازم مع قطعةٍ من الحلقوم التركي الشهيّ، أو البسكويت، أو الملبن.
والبعض الآخر ارتأى توزيع الهدايا خاصة من وحي المناسبة على زوّاره، وهي كناية عن بعض القهوة وفنجان خاص بالقهوة وصينية لتقديم القهوة، ستكون بمثابة تذكاراتٍ لطيفة عن مشاركتهم بهذا الحدث الجميل.
أثناء تجوّلهم في أرجاء الحديقة التي استضافت المهرجان، تعرّف عشّاق القهوة على أحدث تقنيات صناعتها وآخر النكهات التي توصّل إليها المنتجون وأغربها، إضافةً إلى عرض آلات صناعة وتحضير القهوة على اختلاف أشكالها وأحجامها.
نشاطات مهرجان القهوة لم تقتصر على الأكشاك التي توزّعت بدرجةٍ عالية من التنظيم داخل الحديقة، بل أيضاً عمد بعض منتجي القهوة إلى إجراء مسابقاتٍ سمحت لروّاد المهرجان بالفوز بالقهوة أو بإحدى أحدث آلات تحضيرها.
كذلك خُصّصت في المهرجان مساحةٌ للحفلات الموسيقية حيث غنّى عددٌ من المطربين الأتراك أجمل أغنياتهم للجمهور الذي جلس على أرائك خاصة أو على الأرض ليستمتع بالأجواء اللطيفة برفقة أكواب القهوة اللذيذة.
وعلى هامش المهرجان، تمكن الزوار من تناول وجباتٍ الطعام في الأكشاك المخصصة للوجبات السريعة مثل السندويتشات على الطريقة التركية والبيدي والبيتزا وغير ذلك.
ولم يخلُ المهرجان من زاويةٍ خاصة لعرض بعض المنتجات اليدوية المميزة ذات الطابع التركي وتلك المنتجات التذكارية الفريدة التي لا بد امن يزور تركيا أن يقتني شيئاً منها.
وفي إحدى جنبات الحديقة، خُصّصت زاويةٌ لعرض أول سيارة تركية صديقة للبيئة تتحرك عبر شحنها بالكهرباء، فكان المهرجان واحةً لإبراز اعتزاز الأتراك بتطور بلدهم وقدّم نبذةً عن مستقبل أجمل بانتظار شعبٍ يُعرف عنه أنه شعبٌ يعمل بجدّ.
وللقهوة في تركيا تاريخٌ خاص ومكانة مميّزة، حيث بدأ الأتراك بإعداد القهوة على طريقتهم الخاصة منذ القرن الـ 16.
وبعد وصولها إلى قصر السلطان ونيلها إعجابه، اشتهرت القهوة واتخذت صفة العالمية، ليصبح الأتراك اعتباراً من القرن الـ 17 من أكبر موزّعي القهوة حول العالم.
وقد أدرجت القهوة التركية على قائمة “التراث العالمي غير المادّي” التي تعدّها منظمة الأمم المتحدة الـ”يونسكو”، في أذربيجان عام 2013.
وتتخذ القهوة لدى الأتراك مكانة حميمة حيث يضربون الأمثال حولها ويهتمون بتحضرها بحُبّ كمكوّنٍ رئيسٍ إضافة إلى التميّز والإتقان.
شاركت في المهرجان 150 شركة تركية وعربية وعالمية، حيث استقطب عددًا كبيراً من محبّي القهوة، الذين حصلوا على تذاكر الدخول مقابل 35 ليرة تركية فقط.
وكان المهرجان قد نظِّم في دورته الأولى عام 2014 بمشاركة 40 شركة قهوة من أفضل وأشهر الماركات المحلية والعالمية.
وجاء مهرجان القهوة في إسطنبول بعد أيامٍ من اليوم العالمي للقهوة الذي يصادف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر من كلّ عام، وذلك بعد اختياره عام 2015 في مدينة ميلانو الإيطالية بالاتفاق مع منظمة القهوة العالمية.