الأسماء المبنية في اللغة العربية – أنواعها وحالات بنائها

الأسماء المبنية في اللغة العربية – أنواعها وحالات بنائها

البناء في اللغة العربية هو لزوم أواخر الكلمات حركة واحدة وإن اختلف محلها من الإعراب. وقد بنيت طائفة من الأسماء على حركة واحدة لا تتغير، مثال: جاء الذي تفوق في الامتحان، فإعراب الاسم الموصولالذي: اسم مبني على السكون مع أنه وقع مفعولا به، بالتالي يلزم الاسم الموصول حركة واحدة في أي موقع إعرابي، لذلك نقول في محل نصب أو رفع أو جر.

ما السبب في بناء الأسماء في اللغة العربية؟

الرأي الشهير ما أقره ابن مالك في ألفيته في قوله:

والاسم منه معرب ومبني لشبه من الحروف مدني

أي أن السبب في بناء الأسماء هو مشابهتها للحروف، وهنالك أربعة أوجه تشابه بين الاسم والحرف وهي:

1- الشبه الوضعي

بمعنى أن يكون الاسم موضوعا على حرف هجائي أو حرفين لأن الأسماء في اللغة العربية مكونة من ثلاثة أحرف، وقليل منها يكون حرفا أو حرفين، كأغلب الضمائر التي هي أسماء مبنية لشبهها بالحرف، مثل: تاء ضمير الرفع في الفعل فهمت حرف واحد، ونا الدالة على الفاعلين في الفعل فهمنا حرفان.

2- الشبه المعنوي

أن يكون الاسم دالا على معنى تدل عليه بعض الحروف، فأسماء الاستفهام مثلا مبنية، لأنها تشبه بالمعنى حرفي الاستفهام ء – هل.

3- الشبه في الافتقار اللازم

يفتقر الحرف إلى غيره ليدل على المعنى، فحروف الجر لا معنى لها دون الاسم المجرور، والأسماء الموصولة لا يتم معناها إلا بجملة الصلة، مثال: إن الأم التي تفهم أصول التربية تسهم في خلق الجيل الذي تريده الأمة، فالاسم الموصول الذي مبني في محل نصب صفة، والاسم الموصول التي: مبني على السكون في محل جر صفة، وتلزمهما جملة الصلة لإتمام المعنى.

4- الشبه الاستعمالي

يستعمل الاسم كما يستعمل الحرف فلا يتأثر بما قبله، ولكن يؤثر بما بعده، مثال: أسماء الأفعال التي تعمل عمل الفعل فترفع الفاعل وتنصب المفعول به، مثال: صه عن ذكر ذلات الأصدقاء، فمعنى صه: اسم فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

ما هي أنواع الأسماء المبنية في اللغة العربية؟

الأسماء المبنية لها نوعان:

1- الأسماء المبنية سماعيا

أي لا تحكمها قاعدة، وهي:

  • الضمائر.
  • كنايات العدد.
  • أسماء الاستفهام.
  • أسماء الإشارة.
  • الأسماء الموصولة.
  • أسماء الشرط.
  • أسماء الأفعال.

2- الأسماء المبنية قياسيا

هي التي تحكمها قواعد مطردة، وهي إما أن تكون مبنية على:

  • الفتح.
  • الضم.
  • الكسر.

حالات بناء الأسماء في اللغة العربية

1- الأسماء المبنية على الفتح

الاسم المركب تركيبا مزجيا: أيأن نمزج كلمتين فنركب منهما كلمة واحدة، فيبنى جزآها على الفتح، ومما يركب تركيبا مزجيا:

1- طائفة من ظروف الزمان والمكان: تقول مثلا: أفكر في الأمر صباح مساء، فإن إعراب صباح مساء: ظرف مركب، يفيد الديمومة، مبني على فتح الجزأين في محل نصب مفعول فيه.

2- بعض الأحوال: تقول العرب: تفرقوا شذر مذرأي متباعدين.

3- بعض الأعداد: وهي من العدد أحد عشر إلى العدد تسعة عشر ماعدا العدد اثنا عشر، قال تعالى: إني رأيت أحد عشر كوكبايوسف: 4، فإعراب أحد عشر: جزآن مبنيان على الفتح في محل نصب مفعول به.

أما العدد اثنا عشر فإن الجزء الأول منه يعرب إعراب المثنى، ويبنى الجزء الثاني منه على الفتح، كقوله تعالى: فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، فإعراب العدد اثنتا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى، عشرة: جزء عددي متمم مبني على الفتح.

4- الأعلام: أي اسم العلم المركب تركيبا مزجيا، فإن الجزء الأول منه يبنى على الفتح، أما الجزء الثاني فيعامل معاملة الممنوع من الصرف، مثال: في بعلبك آثار جميلة، بعلبك: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، والمانع أنه اسم علم مركب تركيبا مزجيا، ويلاحظ أن الجزء الأول منه مبني على الفتح.

5- أسماء الزمان المبهمة: هي أسماء لا تدل على أشياء محددة، وتحتاج إلى ما بعدها حتى يتضح معناها، ولا تتعرف وإن أضيفت إلى معرفة، وإذا أضيفت إلى اسم مبني بنيت على الفتح، قال تعالى: لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمونالأنعام: 94، فالاسم المبهم بين: مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وسبب البناء أنه مضاف إلى الضمير كاف الخطاب وهو مبني.

6- اسم لا النافية للجنس: يبنى على الفتح إذا كان مفردا غير مضاف ولا شبيها بالمضاف، قال تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيهالبقرة: 2، ريب: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.

2- الأسماء المبنية على الكسر

1- ما كان على وزن فعال: إذا كان علما لأنثى، أوشتما، لها أو اسم فعل أمر.

مثال: إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام، فتعرب حذام: اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل.

وتشتم الأنثى بهذا الوزن مسبوقا بأداة النداء، وهو أسلوب جديد عند العرب، مثال: ياخباث، يافجار، أما اسم فعل الأمر فهو وزن قياسي يشتق من الفعل الثلاثي، مثال: نزال=انزل، كتاب=اكتب، سراع=أسرع.

2- اسم العلم المختوم بويه: وهذا خاص بالأسماء الفارسية، مثال: سيبويه، نفطويه، خمارويه.

3- الأسماء المبنية على الضم

1- الاسم المقطوع عن الإضافة لفظا لا معنى: أي تقطع عن الإضافة لفظا، ويبقى معنى المضاف إليها مقدرا، وأغلبها من ظروف الزمان والمكان، قال تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد الروم: 2

فالاسمان قبل وبعد قطعا عن الإضافة لأن المراد هو: لله الأمر من قبل الغلب ومن بعده، فإعراب قبل: اسم مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، أما إعراب بعد: اسم مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

المنادى: إذا كان اسم علم مفرد نحو يا محمد أو نكرة مقصودة نحو يا طالب، حيث يعرب الاسم محمد: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء، كما يعرب الاسم طالب الإعراب نفسه.

والاسم الموصول أي: مجيء أي اسم موصول قليل إلا إذا حذف صدر صلته فيبنى على الضم، قال تعالى: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه، ﴿19الكهف﴾، فالاسم الموصول أي مبني على الضم في محل نصب مفعول به، وها ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وسبب البناء أن جملة الصلة اسمية حذف صدرها المبتدأ هو وبقي الخبر أزكى.

تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب

دليلك الشامل لأحدث الأخبار

0 تعليق

إرسال تعليق