المفعول فيه

المفعول فيه (ظرف الزمان والمكان)

هو الاسم المنصوب الذي يدل على زمان أو مكان وقوع الفعل أو شبهه. مثال: جئت صباحا، ووقفت أمام الطلاب، صباحا ظرف زمان حدد زمان وقوع المجيء، وأمام ظرف مكان حدد مكان الوقوف. العامل أي الناصب للمفعول فيه الفعل وشبهه.

مثال: نمت مساء، وأنا مسافر غدا، وأخي متعب اليوم، وصديقي فرح اليوم، والمريض اليوم أحسن منه أمس، والسير يمين الطريق أسلم، وأنا علقم بعض الأحيان، فقد عمل في الظرف في الأمثلة السابقة: الفعل، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، والمصدر، وما هو بمعنى الصفة المشبهة، كما أن الظرف يتعلق بعامله.

ما هي الصفات التي يجب أن تتوافر في المفعول فيه؟

الصفات التي يجب أن تتوافر في الاسم الذي ينصب على الظرف المفعول فيه هي:

  • أن يكون اسم زمان أو مكان.
  • أن يكون فضلة، ويقصد به ما يأتي بعد استيفاء الجملة ركنيها الأساسيين.
  • أن يكون بمعنى حرف الجر في.

متى يحذف عامل ناصب المفعول فيه جوازا؟

يحذف عامل المفعول فيه جوازا حين يدل عليه دليل؛ كأن يقال: متى حضرت؟ فيجاب: يوم الجمعة؛ أي حضرت يوم الجمعة، ومثل قولك: كم ميلا مشيت؟ فيجاب: ميلين؛ أي مشيت ميلين، ويسمى الظرف الذي ذكر عامله أو حذف جوازا لوجود قرينة تدل عليه الظرف اللغو.

متى يحذف عامل ناصب المفعول فيه وجوبا؟

يحذف عامل المفعول فيه وجوبا في ستة مواضع وهي:

1- أن يقع خبرا:

مثال ذلك: الأزهار أمامنا، والزروع حولنا، فيصح أن يقدر العامل المحذوف وصفا تقديره: كائن، أو موجود، أو مستقر، أو حاصل، أو ما يناسب.

2- أن يقع حالا:

مثال ذلك: رأيت القمر بين السحاب، فالظرف بين عملت فيه حال محذوفة من المفعول به القمر، وتقديره: رأيت القمر موجودا بين السحاب.

3- أن يقع صفة:

مثال ذلك: إن شهادة زور أمام القضاء قد تحفر هوة سحيقة تحت أقدام شاهدها، فالظرف أمام عملت فيه صفة محذوفة، والتقدير: تحفر هوة عميقة موجودة تحت أقدام شاهدها، والعامل المحذوف في الثلاثة الأولى يصح أن يكون وصفا أو فعلا؛ فالتقدير على اعتباره وصفا هو: مستقر، أو موجود، أو كائن، أو حاصل، وأشباه هذا مما يناسب، وعلى اعتباره فعلا هو: استقر، وجد، كان التي بمعنى وجد حصل، وأشباه هذا مما يناسب.

4- أن يقع صلة:

قال تعالى: يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم البقرة 355، فالعامل المحذوف مع الصلة يجب أن يكون فعلا، فالتقدير: الذي وجد بين أيديهم والذي وجد خلفهم.

5- أن يكون مشتغلا فيه:

مثال الاشتغال: يوم الأحد سافرت فيه، فالعامل المحذوف في المشغول عنه هو الفعل وتقديره: سافرت يوم الأحد سافرت فيه.

6- أن يكون مسموعا عن العرب:

مثال ذلك: حينئذ الآن، فالعامل المحذوف أيضا الفعل وتقديره: كان ذلك حينئذ، واسمع الآن. ويسمى الظرف الذي حذف عامله وجوبا الظرف المستقر.

أنواع ظرف الزمان والمكان

ينقسم إلى:

المبهم والمختص من ظروف الزمان والمكان

أسماء الزمان كلها صالحة للظرفية الزمانية لا فرق في ذلك بين المبهم والمختص، واسم الزمان المبهم هو ما يدل على زمن غير محدد، أي ليس له بدء معلوم ولا نهاية محددة، كقولك: انتظرته حينا، فالظرف حينا لم يدل على زمان محدد، أما المختص من أسماء الزمان: هو ما كان محددا، تعرف بدايته ونهايته، كقولك: لقيته يوم الخميس، فالظرف يوم محدد بالخميس.

أما أسماء المكان المبهمة:

فالصالح منها للظرفية نوعان: أسماء الجهات فوق، تحت، أمام، وراء، يمين، شمال، وما ليس اسم جهة، ولكن يشبهه في الإبهام، بمعنى أنه يدل على مكان غير محدد ولا محصور، وذلك مثل: أرض، مكان، حيث، لدى، بين، عند، مع، فهي هكذا شائعة مبهمة، كقوله تعالى: اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا. يوسف 9

أما المختص من أسماء المكان فهو ثلاثة أقسام:

1- كل ما اشتمل عليه ما يحوطه، مثل: الشام، والعراق، والمسجد، والدار، وهذا النوع يتصرف بوجوه الإعراب، ولا يسمى ظرف مكان، فإن وجد منه شيء منصوب كان انتصابه انتصاب المفعول به لا انتصاب الظرفية، قولك: ذهبت الشام، فإعراب الشام اسم منصوب بنزع الخافض أي حذف حرف الجر، ونزع الخافض أمر سماعي.

2- أسماء المقادير: أي الدالة على مسافة معلومة كالفرسخ، والبريد، والميل، نحو: سرت فرسخا، مشينا في المزرعة ميلا، قطع الفرس بريدا.

3- ما صيغ من المصدر على وزن مفعل للدلالة على المكان وشرط نصبه: أن يكون عامله من لفظه، وما صيغ من مصدر عامله نحو: وقفت موقف الخطيب، فالمشتق موقف مأخوذ من المصدر وقوفا الذي هو مصدر عامله وقف، فيكون منصوبا على أنه مفعول فيه.

المتصرف وغير المتصرف من ظروف الزمان والمكان

أكثر ظروف الزمان أسماء متصرفة، تستعمل فاعلا ومفعولا، ومبتدأ، وخبرا، ومجرورا بحرف الجر أو الإضافة، تقول: اليوم يوم الأحد، أحب لحظة النجاح، كان وقت الفجر ممتعا، وجاءت ساعة الرحيل. أما غير المتصرف من أسماء الزمان هو ما جمد على الظرفية، فهو لا يكون إلا مفعولا فيه ظرف زمان.

ظروف الزمان المتصرفة هي:

1-كل ظرف يدل على زمن محدد في يوم معين: مثل: سحر، عتمة، عشية، بكرة، غدوة، ضحى، مساء، صباحا.

2- صفات ظروف الزمان التي حذفت موصوفاتها: نحو حديثا، قديما، كثيرا، قليلا، طويلا، تقول: أقمت طويلا، فالظرف طويلا هو في الأصل صفة لظرف الزمان، والتقدير: أقمت زمنا طويلا.

3- الظروف المركبة تركيبا مزجيا: نحو: صباح مساء، ليل نهار، فالجزآن مبنيان على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان.

4- بعض الظروف المبنية: وهي: الآن، إذ، إذا، أيان، لما، بينا، قط، عوض، مذ ومنذ، قال تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها النازعات 42، فإعراب أيان: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه، متعلق بالخبر المحذوف للمبتدأ مرساها.

5- ما يكون ظرفا وشبه ظرف: هو الذي يجر بحرف الجر من غالبا، نحو: قبل وبعد، لدن، متى، قال تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد الروم 4.

أما المتصرف من ظروف المكان، فيكون مفعولا فيه، ويأتي فاعلا، ومفعولا به، ومبتدأ، وخبرا، ويجر بحرف الجر والإضافة، وهذه الأسماء هي: اليمين، والشمال، والشرق، والغرب، وذات اليمين، وذات الشمال، والقصد، وقريب، وبعيد، ونحو، وما أشبهها. أما ظروف المكان غير المتصرفة فهي جامدة على الظرفية، وإن كانت تجر بحرف الجر من غالبا، فهي إما مبنية نحو: أين، أنى، وثم، وثمة، وحيث، ولدى، وهنا، ومنها المعرب نحو: عند، ووسط، ومكان، وفوق، وتحت.

ما الذي ينوب عن المفعول فيه؟

1- صفته:

مثال ذلك: وقفت طويلا من الزمن، والتقدير: وقفت زمانا طويلا.

2- عدده:

قال تعالى: سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما الحاقة 7، فكلمةسبع: مفعول فيه نائب عن ظرف الزمان منصوب متعلق بالفعل سخرها.

3- الإشارة إليه:

مثال: حزنت هذا اليوم، فاسم الإشارة هذا: مبني في محل نصب نائب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل حزنت.

4- المضاف إلى الظرف:

وهي أسماء تدل على الكلية أو الجزئية، مثال: سرت كل اليوم، وأخلدت إلى الراحة بعض الوقت.

5- المصدر المتضمن معنى الظرف:

قال تعالى: ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم الطور 49، فكلمة إدبار: مصدر متضمن معنى الظرف فهو مفعول فيه نائب عن ظرف الزمان.

تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب

دليلك الشامل لأحدث الأخبار

0 تعليق

إرسال تعليق