علم العروض
علم العروض هو العلم الخاص بمعرفة الأوزان الشعرية، وما يطرأ عليها من تغييرات، وكلمة العروض هي كلمة مؤنثة تعني ميزان الشعر، وقد وضع هذا العلم الخليل الفراهيدي، في العصر العباسي الذي ازدهرت فيه العلوم، وقد هذبه الجواهري.
ما هو سبب تسمية هذا العلم بالعروض؟
وردت في كتب العروض ستة آراء عن سبب تسمية هذا العلم، وهي:
1- لأن الشعر يعرض عليه، فيظهر المتزن من المنكسر، وهو الرأي الأقوى.
2- لأنه مستعار من كلمة العروض التي تعني الناحية، والشعر يعتبر ناحية من نواحي العلوم والأدب.
3- لأن الخليل ألهم هذا العلم في مكة المكرمة، والتي من أسمائها العروض، لاعتراضها وسط البلاد.
4- سمي نسبة إلى الجزء الأخير من صدر البيت الشعري الذي يسمى عروضا، وذلك للتوسع والخفة.
5- من معاني العروض الناقة الصعبة، فسمي هذا العلم باسمها نظرا لصعوبته.
6- وقيل أيضا أنه من معاني العروض الطريق في الجبل، والبحور الشعرية هي طرق لنظم الشعر.
ما هي أهمية علم العروض، وفائدته؟
الشعر موهبة، والشعراء القدماء لم يكونوا على معرفة بهذا العلم، فاعتمدوا في قول أشعارهم على الحس المرهف، والموهبة، والإبداع، والذوق، ولكن كل ذلك قد يخذلهم، ويجعلهم يقعون في أخطاء وعيوب، فعلم العروض هو الميزان الذي يصحح هذه الأخطاء، ويساعد على إقامة الأوزان المختلة، والانتباه إلى الأبيات التي لا يكون وزنها مستقيما.
● تمييز الشعر عن غيره من الكلام، ومعرفة أن القرآن ليس بشعر.
● مساعدة محققي المخطوطات الذين لا يميزون بين صحيح الأبيات وفاسدها، فيعودون إلى علم العروض لحل ما يواجهون من إشكالات.
● قراءة الشعر العربي قراءة صحيحة، والتمييز بين صحيحه وفاسده وزنا.
مصطلحات عروضية
لكل علم مفاتيحه أو مصطلحاته الخاصة به التي من خلالها يستطيع الإنسان الخوض فيه وفهمه، وقد قدم الفراهيدي لعلم العروض مصطلحات تمهد للدخول فيه، وهي:
1- البحر
أطلق الخليل تسمية البحر على كل وزن شعري، لأنه يوزن به مالا يتناهى من الشعر، وأطلق على كل بحر اسما خاصا به، والبحور الشعرية عند الفراهيدي هي خمسة عشر بحرا، وزاد عليه الأخفش بحرا، فأصبحوا ستة عشر بحرا حتى يومنا هذا.
2- اليتيم
هو الشعر الذي يتألف من بيت واحد.
3- النتفة
إذا كان الشعر يتألف من بيتين أو ثلاثة أبيات.
4- القطعة
الشعر الذي يتألف من أربعة، أو خمسة، أو ستة أبيات.
5- القصيدة
هي التي تكون أبياتها سبعة أو أكثر.
6- القصيد
ما طالت أبياته وكثرت.
7- البيت، الصدر، العجز
يتألف منه الشعر، ويكون شطرين متوازيين، وينتهي بحرف واحد غالبا، ويتألف البيت من النصف الأول الذي يسمى الصدر، والنصف الثاني الذي يسمى العجز، وكل منهما يسمى مصراعا، أو قسما، أو شطرا، ومثال ذلك قول الشاعر النابغة الذبياني:
8- العروض، والضرب، والحشو
العروض هو الجزء الأخير من الصدر، وسمي عروضا تشبيها بعارضة الخباء التي تكون في وسطه، أما الضرب، فهو الجزء الأخير من العجز، وماعدا العروض والضرب يسمى حشوا، ومثال ذلك، قول الشاعر أيضا النابغة الذبياني:
9- التام، والمجزوء، والمشطور، والمنهوك
التام هو البيت الذي استوفى كل أجزائه، وإذا حذف جزء من كل شطر فيه يسمى المجزوء، وإذا حذف نصفه فيسمى المشطور، وقد يسقط ثلثاه، فيسمى المنهوك.
10- المدور
ويسمى أيضا المدرج والمداخل، حيث يشترك مصراعا البيت في كلمة واحدة يكون بعضها في الصدر، وبعضها في العجز، ومثال ذلك قول الشاعر الحارث بن حلزة:
لا يقيم العزيز بالبلد السه ل ولا ينفع الذليل النجاء
فهذا البيت مدور، لاشتراك مصراعيه بكلمة واحدة السهل.
11- القافية
هي تبدأ من آخر حرف ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل هذا الساكن، وقد تكون الكلمة كلمة أو بعض كلمة، كقول الشاعر دوقلة المنجي:
الوجه مثل الصبح مبيض والشعر مثل الليل مسود
فالقافية هنا هي مسود.
12- الروي
هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة، وتنسب إليه، فيقال: قصيدة ميمية، أي تنتهي بحر الميم، أو لامية، كقول الشاعر الشنفرى:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل فقد حمت الحاجات والليل مقمر وشدت لطيات مطايا وأرحل
فالقصيدة لامية، لأن أبياتها كلها تنتهي بحرف اللام.
ما هو التقطيع العروضي؟
هو وزن كلمات البيت الشعري اعتمادا على الموسيقى السمعية، وليس على ما يكتب، وذلك بناء على نظام الحركات والتسكين وصولا لمعرفة البحر الذي نظم عليه البيت، حيث يحصل التوافق في الوزن عندما تكون الأحرف المتحركة سواء أكانت متحركة بفتح، أو ضم، أو كسر، تقابل الحروف المتحركة في الميزان، وكذلك الحروف الساكنة في البيت الشعري الموزون تقابل الحروف الساكنة في الميزان.
ما هي الكتابة العروضية؟
هي رموز تسهل عملية الوزن للبيت الشعري، حيث يرمز للحروف المتحركة بأي حركة فتحة، ضمة، كسرة بإشارة / توضع تحت الحرف المتحرك، أما الساكنة، فيرمز لها ب0 توضع تحت الحرف الساكن، مثل: كم، كان، كتب، فالكتابة العروضية لهذه الكلمات هي: /0، /0/، ///.
ما هي قواعد الكتابة العروضية؟
هنالك قواعد عامة للكتابة العروضية، وهي:
1- تعتمد الكتابة العروضية في تقطيع البيت الشعري على النطق، وليس الكتابة، فما يلفظ من الحروف يثبت، وما لا يلفظ لا يثبت، فهناك كلمات فيها حروف تلفظ ولا تكتب، مثل: الله، هذا، لكن، ذهبوا، فتكتب عروضيا على النحو الآتي: اللاه، هاذا، لاكن، والحروف التي تكتب ولا تلفظ، فإنها تحذف، كالألف الفارقة، وهمزة الوصل، مثل: استقيموا فتكون كتابتها العروضية ستقيمو.
2- يكتب التنوين في آخر الاسم نونا ساكنة، مثل: كتاب، عمل، قصة، فتكتب كتابن، عملن، قصتن.
3- الحرف المشدد يكتب حرفين الأول ساكن والثاني متحرك، مثل: إن، قدم، فتكتب إنن، قددم.
4- المدة تكتب حرفين الأول متحرك، والثاني ساكن، مثل: آمن تكتب أامن.
5- إذا كان الحرف الذي يسبق هاء ضمير النصب المتحرك متحركا أشبعت حركتها بحرف من نوعها، مثل: له، فتكتب لهو، أما إذا سبقت بحرف ساكن، فلا تشبع حركتها، مثل: منه، فتبقى كما هي.
6- تشبع حركة الحرف المتحرك في نهاية كل شطر شعري بحرف ساكن من جنس حركته، كقول الشاعر كعب بن زهير:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
فتشبع حركة الحرف الأخير بحرف الواو الذي يناسب الضمة، فتصبح متبولو، مكبولو.
7- إذا جاءت ميم الجمع متحركة، فتشبع حركتها بحرف يناسب الحركة، مثل: فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، فتكتب الميم في هم همو.
8- تسقط لام ال التعريف إذا سبقت بحرف شمسي، لأنها تدغم بالحرف الذي بعدها، وتصبح حرفا مضعفا، مثل: والشمس، فتكتب وششمس، أما إذا سبقت بحرف قمري، فتحذف همزة الوصل فقط، مثل: ماء الورد، فتكتب ماء لورد.
9- الألف في آخر كلمة أنا لا تلفظ في الوزن غالبا، فتصبح أن.
مثال على الكتابة العروضية لبيت شعري: قال الشاعر قيس بن الملوح:
ألا لا أرى وادي المياه يثيب
ألا لا أرى وادل مياه يثيبو
//0/0 //0/0/0 //0/ //0/0
ولا النفس عن وادي المياه تطيب
ولن نف سعن وادل مياه تطيبو
//0/0 //0/0/0 //0/ //0/0
ولن نف سعن وادل مياه تطيبو
//0/0 //0/0/0 //0/ //0/0
ما هي التفعيلات؟
هي أجزاء موسيقية وقطع صوتية يتألف منها البيت الشعري، وتسمى أيضا أجزاء، وهي موزعة على البحور الشعرية منفردة أو مجتمعة، وهي مجموعة في كلمتي لمعت سيوفنا، وهي: فاعلن، فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، مستفعلن، مفعولات ،فاعلاتن، متفاعلن.
مم تتألف التفعيلات؟
تتألف التفعيلات مما يلي:
1- الأسباب
وتعني في اللغة الحبل الذي تشد به الخيمة، ومفردها سبب، أما في العروض، فهي نوعان:
● السبب الخفيف: هما حرفان أولهما ساكن، والثاني متحرك /0، مثل: قم، سر، وأيضا فا من فاعلن /0//0.
● السبب الثقيل: هما حرفان متحركان //، مثل: لك، بك، ومت من متفاعلن.
2- الأوتاد
تعني في اللغة ما غرز في الأرض من خشب وما سواه، ومفرده وتد، وهو في العروض نوعان:
● الوتد المجموع: هما متحركان وبعدهما ساكن //0، مثل: بكم، على، وفعو من فعولن.
● الوتد المفروق: هما متحركان بينهما ساكن /0/، مثل: نام، أمس، وفاع من فاعلاتن.
3- الفواصل
تعني في اللغة الأستار التي تقطع بها الخيمة إلى أستار، ومفردها فاصلة، وفي العروض قسمان:
● الفاصلة الكبرى: تتألف من أربعة أحرف متحركة، وحرف أخير ساكن ////0 أي من سبب ثقيل، ووتد مجموع، مثل: يعظكم، وفعلتن.
● الفاصلة الصغرى: تتألف من ثلاثة أحرف متحركة وحرف أخير ساكن ///0 أي سببين ثقيل فخفيف، مثل: علمت، ومتفا من متفاعلن.
جمع الخليل بن أحمد الفراهيدي الأسباب، والفواصل، والأوتاد في قوله:
لم أر على ظهر جبل سمكة، وهذه التفعيلات تشكل أجزاء البحور الشعرية.
ما هي أقسام التفعيلات؟
1- فاعلن يرمز لها /0//0، فا _ علن، وتتألف من سبب خفيف ووتد مجموع.
2- فعولن يرمز لها //0/0، فعو _ لن، وتتألف من وتد مجموع وسبب خفيف.
3- مفاعيلن يرمز لها //0/0/0، مفا _عي _ لن، تتألف من وتد مجموع وسببين خفيفين.
4- مفاعلتن يرمز لها //0///0، مفا _ عل _ تن، تتألف من وتد مجموع وفاصلة صغرى.
5- مستفعلن يرمز لها /0/0//0، مس _تف _ علن، تتألف من سببين خفيفين ووتد مجموع.
6- مفعولات يرمز لها /0/0/0/ مف _عو _لات، وتتألف من سببين خفيفين ووتد مفروق.
7- فاعلاتن يرمز لها /0//0/0، فا _علا _تن، وتتألف من سبب خفيف، فوتد مجموع، فسبب خفيف.
8- متفاعلن يرمز لها ///0//0، مت _ فا _ علن، وتتألف من فاصلة صغرى ووتد مجموع.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار
0 تعليق
إرسال تعليق