التوابع في اللغة العربية

التوابع في اللغة العربية (البدل)

البدل يقصد به العوض، وهو تابع لما قبله مقصود بالحكم بلا واسطة، وهو ينوب عن المبدل منه، بل هو المقصود بالحكم، يقول النحويون: البدل على حذف المبدل منه.

ما هي فائدة البدل؟

يفيد البدل في توكيد الحكم وتقريره، أو تفصيله، أو تبيينه، أو تخصيصه، مثال: أحب وطني سورية، فكلمة سورية بدل من كلمة وطني، فهنا تخصيص، وتأكيد، وبيان.

ما أقسام البدل؟

1- بدل كل من كل مطابق:

هو ما كان البدل فيه هو المبدل منه نفسه، قال تعالى: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الفاتحة 5، فكلمة صراط: بدل كل من كل، وقد زاد المعنى بيانا ووضوحا.

2- بدل بعض من كل:

مثال ذلك: أكلت التفاحة نصفها، فإن كلمة نصفها هي بدل من التفاحة، وهي جزء منها، ومن ذلك قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا آل عمران 97، فإن إعراب من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل، والمبدل منه هو الناس، فالله فرض الحج على المستطيعين من الناس.

3- بدل الاشتمال:

ما كان فيه المبدل منه مشتملا على البدل، مثال: أحب خالدا صدقه، فإن كلمة صدقه هي بدل اشتمال من خالد الذي يشتمل على الصدق، ومن ذلك قوله تعالى: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه البقرة217، فإعراب كلمة قتال: هي بدل اشتمال مجرور، والمبدل منه الشهر الذي يشتمل على القتال فيه.

4- البدل المغاير:

يقصد المتكلم في كلامه البدل، ولا يقصد المبدل منه على سبيل النسيان، والغلط، والإضراب، وهو من الأساليب اللغوية غير المستحبة في اللغة العربية لأن الإنسان عليه أن يتأنى ويزن كلامه قبل النطق فيه، ولا يوجد في الشعر والقرآن الكريم، مثال: تصدقت بدرهم دينار، فإن دينار بدل نسيان قصد فيه المتكلم الإخبار أنه تصدق بدينار، ولكنه نسي فذكر الدرهم ثم عاد إلى ذكر الدينار، ومنه أيضا قولك: سأذهب إلى المقهى الكلية فحين ذكرت أنك ستذهب إلى المقهى بدا لك أن تترك ذهابك إلى المقهى وتذهب إلى الكلية على سبيل النسيان، أو الإضراب، أو الغلط.

ما هي أحكام البدل؟

1- لابد من رابط يربط بدل البعض من كل وبدل الاشتمال بالمبدل منه، وغالبا ما يكون هذا الرابط الضمير الذي يعود إلى المبدل منه، ويكون متصلا بالبدل أو بكلمة لها علاقة به، قال تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض البقرة251، فقد اتصل ضمير النصب الهاء بكلمة بعض التي هي بدل بعض من كل من كلمة الناس.

2- لا يشترط المطابقة في التعريف والتنكير بين البدل والمبدل منه، قال تعالى: لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة العلق 15-16، فكلمة ناصية نكرة أبدلت من المعرفة الناصية، وقال تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط اللهالشورى 52-53، فإن صراط الله معرفة أبدلت من النكرة صراط مستقيم.

3- إذا كان المبدل منه اسم استفهام وجب اقتران البدل ب همزة الاستفهام، مثال: كم كتبك؟ أمئة أم مئتان؟ فكلمة مئة هي بدل من اسم الاستفهام كم لذلك وجب اقترانها بهمزة الاستفهام.

4- إذا كان المبدل منه اسم شرط أيضا يجب اقتران البدل ب إن الشرطية، مثال ذلك: ما تقرأ إن صحيفة وإن كتابا تستفد منه، فإن صحيفة هي بدل من ما الشرطية لذلك وجب اقترانها ب إن الشرطية.

5- يبدل الفعل من الفعل إذا كان البدل أوضح منه، قال تعالى: ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب الفرقان 68، فالفعل يضاعف بدل من الفعل يلق.

6- تبدل الجملة من المفرد، تقول: عجبت للثكلى كيف تنام، فجملة كيف تنام بدل من المفرد الثكلى في محل جر.

7- إبدال المفصل من المجمل: يبدل المفصل من المجمل، ويجوز في البدل الذي يفصل المجمل أن يتبع المبدل منه، وأن يعرب خبرا لمبتدأ محذوف، قال تعالى: قد كان لك آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة آل عمران 13، فقد قرئت فئة مرفوعة على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره إحداهما، وقرئت مجرورة على أنها بدل من فئتين.

الرتبة بين البدل والمبدل منه والحكم المشترك بينهما

قد يحدث التباس بين البدل والمبدل منه في نوعي البدل بعض من كل، وبدل الاشتمال، ولا يحدث في البدل المطابق. يجب في هذين النوعين ذكر الحكم قبلهما معا، مثال: أكلت التفاحة نصفها، فالحكم في الجملة هو أكلت، فإذا ذكر بعدهما خرجا من حكم البدلية، مثال: التفاحة نصفها مأكول، فالحكم المشترك مأكول ذكر بعد البدل والمبدل منه، فخرجا من البدلية، وتعرب كلمة نصفها مبتدأ ثان، وكلمة مأكول خبر للمبتدأ نصفها، والجملة الاسمية نصفها مأكول في محل رفع خبر للمبتدأ الأول التفاحة.

أما إذا جاء الحكم بعد أحدهما، مثال: التفاحة مأكول نصفها، فإعراب كلمة مأكول: خبر مرفوع للمبتدأ التفاحة، وتعرب كلمة نصفها: نائب فاعل لاسم المفعول مأكول، فنلاحظ في المثالين السابقين أن البدل والمبدل منه قد خرجا من البدلية بسبب الحكم لذلك يجب أن يأتي الحكم قبلهما.

تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب

دليلك الشامل لأحدث الأخبار

0 تعليق

إرسال تعليق