أنواع الخط العربي
عرفت الحضارة العربية الإسلامية أنواعا للخط العربي، والتي انتشرت إلى نهاية القرن الرابع الهجري، وأهمها: الكوفي، الثلث، النسخ، الرقعة، الهيمايوني، الفارسي، المحقق، الإجازة، وهناك خطوط فرعية، وهي: جلي الثلث، جلي الديواني، جلي الفارسي، الريحاني، التاج.
الخط الكوفي
سمي نسبة إلى مدينة الكوفة التي نشأ فيها، ويطلق عليه البعض اسم الجزم، ويعتبر أصل الخط العربي، وينسب إلى الخط المسند، ويعتبر أقرب إلى الرسم من الكتابة، وفي بدايته كان دون تنقيط أو تشكيل إلى العصرين الأموي والعباسي، ووضعت النقاط على يد أبو الأسود الدؤلي، كما قام الفراهيدي بتشكيل الحروف، ويحتاج إلى مساحات واسعة، لذلك استخدم في الكتابة والتزيين على جدران وسقوف المساجد، ويعتبر من الخطوط المفضلة في الفن المغربي، وله عدة أنواع:
1- الكوفي الهندسي: الذي يتميز بأشكاله وزواياه الهندسية، ومن أنواعه: المثلث، والمثمن، والمستدير، والمسدس.
2- الكوفي المورق: تستعمل فيه الزخارف النباتية، حيث تكون حروفه على شكل سيقان ووريقات نباتية، وحروفه صغيرة.
خط الثلث
يعتبر من أصعب أنواع الخطوط، وأكثرها رقيا، حيث لا يعد الخطاط ماهرا ومبدعا إلا إذا أجاده، وأول من كتب بخط الثلث، ووضع قواعده ابن مقلة، ومن الخطاطين الذين أجادوا هذا الخط محمد بدوي الديراني، وهاشم العراقي، وقد استخدم هذا الخط في كتابة أوائل السور القرآنية، واللوحات القرآنية، كما زينت به جدران المساجد، ويتفرع عنه خط جلي الثلث.
خط النسخ
ازدهر في القرن السابع الهجري على يد ياقوت المستعصمي، ويعتبر من الخطوط التي انتشرت شرقا وغربا بشكل كبير، واهتم به الخطاطون الأتراك والفارسيون، وسمي بالنسخ لأن المصاحف كانت تنسخ به، فالكتابة به أسهل من الكتابة بخط الثلث، لأن حروفه كبيرة وواضحة، ويتميز بأشكاله المتغيرة، كما استخدم في نسخ الترجمات والعلوم.
خط الرقعة
اشتق من خطي الثلث والنسخ، ويعتبر من أسهل الخطوط وأسرعها، ويتميز بقصر حروفه، وكثرة زواياه، وطمس حروف العين، والغين عندما تكونان في وسط الكلمة، والفاء، والقاف، والواو عندما يكونون في أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها، ويمكن عدم ضبطه بالحركات إلا عند الضرورة، ويستخدم خط الرقعة عامة الناس، كما يستخدم في دواوين الحكومات، والكتابة الرسمية في البلاد، وقد أجاده محمد عزة التركي، ووضع قواعده ممتاز بك معلم، وهو غير مرغوب للكتابة الدينية.
الخط الهيمايوني
وله ثلاثة أنواع: الديواني، وجلي الديواني، والطغراء، وقد أطلق على هذه الخطوط الثلاث الهيمايوني أي المقدس، لأنها تعتبر من أسرار دواوين السلاطين.
1- الخط الديواني
يتصف بليونة حروفه، وميلها، وخاصة في الألف واللام، وهو خال من الزخرفة التزينية، ويستعمل في كتابة الشهادات، والوثائق، والدعوات، وسمي بالديواني لأنه كان يكتب في القصور السلطانية، ولا يعرف أسراره سوى الذين يكتبون به في دواوين الدولة الرسمية، وأول من وضع قواعده: إبراهيم منيف التركي.
2- جلي الديواني
عرف في نهاية القرن العاشر الهجري، وقد اخترعه شهلا باشا، وهو من الخطاطين الأتراك، وهو خط مندثر، وحروفه المفردة تشبه حروف الخط الديواني، وضبطت على قواعد خط الثلث، ويتصف بأن الحروف تكتب بين خطين متوازيين بقلمين الأول عريض، والثاني ربع عرض الأول، وكثيرا ما يرسم في شكل سفينة، ولكن لم يعد يكتب به حاليا.
3- خط الطغراء
هو رسم خاص يدخل الكتابة، ويأخذ شكل التوقيع، أو الختم، ويصفه ابن خلكان بقوله: أنه الطرة التي تكتب في أعلى الكتب فوق البسملة، بالقلم الغليظ، ومضمونها نعوت الملك الذي صدر عنه كتاب ولا يكتب به إلا نادرا.
الخط الفارسي
سمي بالفارسي لأن أول من استخدمه أهل فارس، وأفغانستان، والهند منذ القرن الخامس، ويتصف بشكل حروف المتوازنة والممدودة، فيخفف من تزاحم الكلمات، ويستخدم هذا الخط في عصرنا الحالي في كتابة اللوحات، والإعلانات، وعناوين الكتب، وأول من وضع قواعده مير علي سلطان التبريزي، وللخط الفارسي أنواع عديدة منها: الشكسته، والتعليق.
خط المحقق
انتشر حتى نهاية القرن الخامس عشر، وهو من الخطوط الرئيسة عند العرب والمسلمين، وقد سمي أيضا العراقي، وهو خط صعب وضع قواعده ياقوت المستعصمي، ويتصف بحجم كلماته الكبيرة، وابتعادها عن بعضها حتى لا تتراكب الحروف إلا نادرا، وله نوعان:
1- المحقق: وهو ما كانت حروفه مفردة، وقد استخدم في كتابة العهود، والسجلات، ومراسلات الملوك.
2-المطلق: حروفه متداخلة ومتصلة مع بعضها البعض، ويستعمل في المكاتبات المهمة.
ويعتبر من أهم الخطوط التي كتبت بها المصاحف، وساعدت الناس على قراءتها بسهولة، وخاصة من لديهم القدرة على القراءة، وقد انصرف عنه الناس، وحل محله خط النسخ، وذلك لأن الصفحة القرآنية بخط المحقق تستوعب أقل منها بخط النسخ والثلث، فتكون أوراق المصحف بخطي النسخ والثلث أقل عددا وكلفة.
خط الإجازة التوقيع
سمي بالإجازة لأنه كانت تكتب به شهادات المتفوقين، وسمي أيضا بالتوقيع لأن الخلفاء كانوا يوقعون به، ويعتبر مزيجا من خط الثلث والنسخ، ويستخدم أيضا في كتابة عناوين سور القرآن، وخواتيم المصاحف، وتتميز حروفه بأنها ذات ألفات مشعرة بترويسات مقوسة في بداية الرؤوس القائمة، وبعض الانحناء في بدايتها ونهايتها، وقد وضع قواعده يوسف الشجري.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار
0 تعليق
إرسال تعليق