التوابعُ في اللغة العربية

التوابعُ في اللغة العربية (الصِّفة)

التوابع هي أسماء تتبع ما قبلها في الإعراب، ويسمى الاسم الذي تتبعه المتبوع، وتنقسم التوابع إلى خمسة أقسام، وهي: الصفة، عطف النسق، عطف البيان، التوكيد، البدل.

الصفة

يطلق عليها أيضا النعت، وهي كلمة مرتبطة باسم قبلها يسمى الموصوف أو المنعوت تحدد معنى فيه، والمعاني التي تضيفها الصفة إلى الموصوف هي:

1- التحديد:

عندما يشترك شيئان أو أكثر في تسمية واحدة، فيمكن أن نحدد الأشياء المشتركة بالصفة، مثال ذلك: جاء خالد الضابط، ونجح خالد الطالب، فكلمتي الضابط والطالب حددت صفة الاسم المشترك خالد، ولولا ذلك ما استطعنا التمييز بين من جاء، ومن نجح؟

2- التخصيص:

إعطاء الاسم النكرة صفات تخصه، مثال: لا ينال المجد إلا رجل مؤمن بأهدافه، فكلمة مؤمن هي صفة خصت الكلمة النكرة التي قبلها رجل فقللت من شيوعها.

3- التوكيد:

تأتي الصفة للتوكيد عندما تكون بمعنى الموصوف، قال تعالى: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة الحاقة 13، فالصفة واحدة أكدت الموصوف نفخة الذي يتضمن المعنى الذي أدته الصفة أي الدلالة على المرة الواحدة.

4- المدح والذم:

يمكن للصفة أن تعبر عن المدح والذم، مثال: نسعى لتحقيق أهدافنا العظيمة، سننتصر على العدو الباغي، فكلمة العظيمة جاءت صفة لمعنى المدح، وجاءت كلمة الباغي صفة لمعنى الذم.

5- الترحم والاستعطاف:

كقولك: انظر إلى هذا الرجل المسكين، فإن كلمة المسكين صفة للرجل جاءت لمعنى الترحم والاستعطاف.

6- تكملة فائدة الخبر:

قال تعالى: بل أنتم قوم تجهلون النمل 55، فجملة الصفة تجهلون أكملت فائدة الخبر قوم.

ما أنواع الصفة؟

تأتي الصفة اسما مفردا، وجملة، وشبه جملة.

الاسم المفرد:

أي لا يكون جملة أو شبه جملة، وقد يكون مفردا، أو مثنى، أو جمعا، أمثلة ذلك: ذهب العامل الكادح إلى عمله، ذهب العاملان الكادحان إلى عملهما، ذهب العاملون الكادحون إلى عملهم. تأتي الصفات المفردة متنوعة، وهي:

1- الأسماء المشتقة:

وهي اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة، اسم التفضيل، وأمثلة ذلك: جاء الطالب الحافظ دروسه، العامل المسؤول، العالم الخبير، المعلم الأقدر على بناء الجيل، فالصفات الحافظ، المسؤول، الخبير، الأقدر هي أسماء مشتقة.

2- الاسم المنسوب:

هو الاسم المختوم بياء مشددة تدل على النسبة، قال تعالى: إنا أنزلناه قرآنا عربيا يوسف 2 فالاسم المنسوب عربيا هو صفة لكلمة قرآنا.

3- العدد:

تقول: سهرنا ليالي أربعا فكلمة أربعا هي صفة للموصوف ليالي.

4- المصدر:

هو الاسم الذي يدل على الحدث مجردا من الزمن، مثال: هذه قضية حق، فالمصدر حق: صفة للموصوف قضية.

5- ما:

وهي نكرة مبهمة، وتدل على معنى التهويل، أو التعظيم، أو التقليل، أو غير ذلك بحسب النص الذي ترد فيه، من ذلك: لأمر ما سافر الرجل، والمعنى لأمر عظيم، فإن إعراب ما: اسم مبني على السكون في محل جر صفة.

6- أسماء الإشارة:

كقولك: قابلت صديقي هذا في الشارع، فإعراب اسم الإشارة هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب صفة للموصوف صديقي.

7- الأسماء الموصولة:

قال تعالى: ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا الكهف 2، فإعراب الاسم الموصول الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة للموصوف المؤمنين.

8- ما كان بمعنى صاحب من الأسماء:

وكذلك أولو، وأولات، وأمثلة ذلك: شعبنا ذو تاريخ، وأمتنا ذات حضارة، وفيها شباب أولو خبرة، وشابات أولات أخلاق، فإن الكلمات ذو، ذات، أولو، أولات جميعها صفات للأسماء التي قبلها.

9- لفظة أي إذا أضيفت لنكرة تماثل الموصوف في المعنى، وتدل على الكمال:

مثال ذلك: كان عمر بن الخطاب عدلا أي عدل، فلفظة أي هي صفة للنكرة عدلا ودلت على كمال صفة العدل عند سيدنا عمر بن الخطاب، ومثل ذلك الألفاظ كل، جد، حق مضافة لاسم جنس يكمل معنى الموصوف، وأمثلة ذلك: هذه هي الحقيقة كل الحقيقة، وأنت صديق جد وفي.

الجملة الواقعة صفة

هي جملة تقع صفة، وتكون تابعة لموصوفها في الإعراب أي لها نفس المحل في الإعراب، فتكون في محل نصب، أو رفع، أو جر ويشترط أن يكون موصوفها نكرة، وفيها ضمير يربط بين الصفة والموصوف، وقد يحذف فيكون مقدرا، ومن أمثلة ذلك: قال تعالى: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله البقرة 281، فجملة ترجعون في محل نصب صفة للموصوف يوما.

الجملة الوصفية تكون خبرية، ولا يمكن أن تكون إنشائية، فإذا وقعت الجملة الإنشائية محل الصفة، فيجوز فيها حالتين: إما أن تعتبر الصفة محذوفة مقدرة، أو يجب أن نحول الجملة الإنشائية إلى خبرية، مثال: أطعمت رجلا هل ذاق الخبز؟ فالصفة محذوفة تقديرها: مقول فيه: هل ذاق الخبز؟، أو نقول إن معنى الجملة الإنشائية هو معنى الخبر، والتقدير: أطعمت رجلا لم يذق الخبز.

شبه الجملة

يرى أغلب النحويين أن شبه الجملة إما أن تتعلق بصفة محذوفة، والبعض الآخر يرى أن شبه الجملة هو الصفة، والصفة شبه الجملة إما أن تكون ظرفية، أو جارا ومجرورا.

1- الظرفية:

قال تعالى: هم درجات عند الله آل عمران 163، فالظرف عند: متعلق بصفة محذوفة من درجات، والتقدير: هم درجات مختلفة عند الله، أو أن الظرف عند هو الصفة.

2- الجار والمجرور:

قال تعالى: قد جئناك بآية من ربك طه 47، فالجار والمجرور من ربك متعلق بصفة محذوفة من آية، والتقدير: قد جئناك بآية بينة من ربك، أو أن الجار والمجرور وقع موقع الصفة.

المطابقة بين الصفة والموصوف

تطابق الصفة موصوفها في التعريف، والتنكير، والتذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع، والحركات الإعرابية، وأمثلة ذلك: الطالب المتفوق، الطالبة المتفوقة، علم نافع خير من المال، خرج الفلاحان النشيطان إلى الأرض، الطلاب المتفوقون ينفعون بلادهم. إذا كان الموصوف جمعا لغير العاقل يجوز أن تكون الصفة مفردة وجمعا، مثال: اشتريت كتبا مفيدة.

تعدد الصفة والموصوف

– تتعدد الصفة والموصوف واحد: مثال: أقبل رجل قوي شجاع، فالكلمات قوي شجاع هي صفات لموصوف واحد هو الرجل.

– يتعدد الموصوف والصفة واحدة: فتثنى الصفة أو تجمع، مثال: أكرمت العامل والفلاح النشيطين، كرمت المدرسة أحمد وعمر وخالدا المتفوقين.

حذف الموصوف

تقوم الصفة مقام الموصوف عند حذف الموصوف، قال تعالى: أن اعمل سابغات سبأ 11، فالتقدير: اعمل دروعا سابغات. أما حذف الصفة فهو نادر، قال تعالى: وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا الكهف 79، فالتقدير: كل سفينة صالحة، فقد حذفت الصفة ودل عليها المعنى.

قطع الصفة

أي تغيير الحركة الإعرابية للصفة المجرورة إلى الرفع أو النصب، والصفة المرفوعة إلى النصب، والصفة المنصوبة إلى الرفع، وذلك لأغراض بلاغية كالمدح، أو الذم، أو الفخر، أو الترحم، قال تعالى: وامرأته حمالة الحطب المسد 4، فكلمة حمالة مقطوعة عن الصفة، وإعرابها: مفعول به لفعل محذوف تقديره أذم.

تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب

دليلك الشامل لأحدث الأخبار

0 تعليق

إرسال تعليق