المُشتقّات، ما هي شروط عمله؟

المُشتقّات (اسم التفضيل)، ما هي شروط عمله؟

اسم مشتق على وزن أفعل للمذكر، و فعلى للمؤنث، وغالبا يدل على شيئين اشتركا في معنى، وزاد أحدهما على الآخر فيه، مثال: البحار أوسع من اليابسة، فالبحر واليابسة اشتركا في صفة الاتساع، ولكن البحر زاد على اليابسة في هذه الصفة. قد يدل اسم التفضيل على أن صفة زادت على صفة أخرى لشيء آخر، ولكنهما لا يشتركان في نفس الصفة، مثال: العسل أحلى من الخل، فالعسل والخل لا يشتركان في صفة واحدة، ولكن المعنى أن صفة الحلاوة في العسل زادت على صفة الحموضة في الخل.

قد تدل صيغة اسم التفضيل على الصفة المشبهة، أو اسم الفاعل، مثال: فلان أحمق، وقوله تعالى: الله أعلم حيث يجعل رسالته الأنعام 124، والمعنى أن الله عالم حيث يجعل رسالته.

ما هي شروط صياغة اسم التفضيل؟

يصاغ اسم التفضيل كما يصاغ أفعل في أسلوب التعجب وفق ستة شروط هي:

1- أن يكون الفعل ثلاثيا: كقوله تعالى: هو أفصح مني لسانا القصص 34، فإن اسم التفضيل أفصح من الفعل الثلاثي فصح.

2- أن يكون تاما: أي ليس من أخوات، كان، أو كاد، أو ما يقوم مقامهما.

3- أن يكون مثبتا: أي غير مسبوق بأداة من أدوات النفي، مثل: لا أعلم، لم أسافر، فلا يصاغ اسم تفضيل من هذه الأفعال.

4- أن يكون مبنيا للمعلوم: فلا يجوز أن يكون فعلا ماضيا مبنيا للمجهول مثل: كتب، علم أو مضارعا مبنيا للمجهول مثل: يكتب، يعلم.

5- أن يكون متصرفا: أي ليس من الأفعال الجامدة مثل: عسى، نعم، بئس، حرى، حبذا، ليس، وغيرها.

6- أن يكون قابلا للتفاوت: أي أن يصلح للزيادة والنقصان، ولا يتساوى فيه كل الناس، مثل: مات، فني، هلك، نجا، وما في معناها.

ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء: فلا يدل على لون مثل: أخضر، أحمر، أو عيب مثل: أعرج، أعور، أو حلية مثل: أجيد، أحور.

ما هي طرق صياغة اسم التفضيل؟

إذا استوفى اسم التفضيل الشروط السابقة، فإنه يصاغ بالطريقة المباشرة، كقوله تعالى: والفتنة أشد من القتل البقرة 191، فإن الفعل شدد استوفى جميع الشروط السابقة لذلك صيغ اسم التفضيل منه بطريقة مباشرة. أما إذا اختلت أحد الشروط السابقة، فيصاغ اسم التفضيل بطريقة غير مباشرة حيث يؤتى بمصدر الفعل الصريح أو المؤول مع فعل مساعد وفق ما يلي:

1- يصاغ من الفعل غير الثلاثي، والفعل على وزن أفعل مؤنثه فعلاء بالإتيان بفعل مساعد مناسب للمعنى، وقابل للصياغة، مثل: أحسن، أشد، أفضل ثم يؤتى بمصدر الفعل الصريح، ويعرب على أنه تمييز، مثال: خالد أكثر تعاونا من أخيه، العنب أقل احمرارا من التفاح، فإن الفعل تعاون فوق الثلاثي، والفعل حمر على وزن أفعل مؤنثه فعلاء.   

2- يصاغ من الفعل المنفي، والفعل المبني للمجهول بالإتيان بفعل مساعد مستوف للشروط ثم يؤتى بالمصدر المؤول أي أن المصدرية، والفعل المضارع بعدها، ومثال ذلك: الحسود لا يسود، فتصبح الحسود أحسن أن لا يسود، وندغم أن المصدرية مع لا النافية، فتصبح الحسود أحسن ألا يسود، أما الفعل المبني للمجهول يتبع مثال: الحق أحق أن يتبع.

ما هي أحوال اسم التفضيل؟

يأتي اسم التفضيل إما مجردا من ال، والإضافة، أو مقترنا بها، ومضافا وفق الحالات الآتية:

1- المجرد من أل والإضافة

يجب أن يكون مفردا مذكرا، ويذكر بعده المفضل عليه مجرورا ب من، وأمثلة ذلك: الجمل أصبر من غيره، الناقة أصبر من غيرها، النوق أصبر من غيرها، هذان الجملان أصبر من البقية، ففي جميع الحالات السابقة جاء اسم التفضيل أصبر مفردا مذكرا. يجوز حذف من الجارة، والمفضل عليه إذا دل عليهما دليل، قال تعالى: والآخرة خير وأبقى الأعلى 17، فقد حذفت من والمفضل عليه، وتقدير المعنى: والآخرة خير من الدنيا وأبقى منها.

2- المعرف ب ال

يجب مطابقته للمفضل عليه في التذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع، والتعريف، ولا يذكر المفضل عليه في الكلام لذلك لا يأتي حرف الجر من، وأمثلة ذلك: المجتهد هو الأفضل، المجتهدة هي الفضلى، المجتهدان هما الأفضلان، المجتهدتان هما الفضليان، المجتهدون هم الأفضلون، المجتهدات هن الفضليات.

3- المضاف

لا يذكر المفضل عليه، ولذلك لا تأتي معه من الجارة، ويجب أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه، ويضاف إلى المعرفة والنكرة، فإذا أضيف إلى النكرة وجب إفراده وتذكيره، ومطابقة المضاف إليه للموصوف في التذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع، وأمثلة ذلك: هذا الوجه أجمل وجه، هذان الوجهان أجمل وجهين، هاتان العينان أجمل عينين، هذه الملامح أجمل ملامح، أما إذا أضيف إلى المعرفة جاز أنت يكون مطابقا للموصوف، أو أن يكون غير مطابق، قال عليه الصلاة والسلام: ألا أخبركم بأحبكم إلي، وأقربكم مني مجالس يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون،

فأسماء التفضيل أحبكم، أقربكم، أحاسنكم أضيفت إلى الضمائر، فجاز أن تأتي جمعا.

ما هو عمل اسم التفضيل؟

عمل اسم التفضيل ضعيف، فهو يرفع ضميرا مستترا، مثال: الطيارة أسرع من القطار، فإن اسم التفضيل أسرع يرفع ضميرا مستترا هو فاعل له، وينصب تمييزا، كقوله تعالى: أنا أكثر منك مالا، وأعز نفرا الكهف 34، فإن كلمتي مالا، نفرا هما تمييز لاسمي التفضيل أكثر، أعز، ويرفع فاعلا ظاهرا في أسلوب خاص لا يؤدي معنى التفضيل.

ما هي مسألة الكحل؟

هو أسلوب خاص اشتهر بمسألة الكحل، ومثال هذه المسألة: ما رأيت رجلا أحسن في عينيه الكحل منه في عين زيد حيث رفع اسم التفضيل أحسن فاعلا هو الكحل، وهذا الأسلوب له شروط هي:

  • أن يسبق بالنفي أو ما يشبه النفي.
  • أن يكون الفاعل أجنبيا.
  • أن يكون مفضلا على نفسه.

هل يتقدم معمول اسم التفضيل عليه؟

لا يتقدم معمول اسم التفضيل عليه، إلا في حالة واحدة، وهي تقدم الجار والمجرور للضرورة الشعرية، قال الشاعر جرير:

إذا سايرت أسماء يوما ظعينة
     فأسماء من تلك الظعينة أملح

فقد تقدم الجار والمجرور من تلك على اسم التفضيل أملح، وهذا للضرورة الشعرية.  

تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب

دليلك الشامل لأحدث الأخبار

0 تعليق

إرسال تعليق